من سخط الله تعالى وعقابه.
وقد أبت العناية الإلهية أن تهمل العصاة يتخبطون في دياجير الذنوب، ومجاهل العصيان، دون أن يسعهم بعطفه السامي، وعفوه الكريم، فشوقهم إلى الإنابة، ومهد لهم التوبة، فقال سبحانه:
وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم، كتب ربكم على نفسه الرحمة، أنه من عمل منكم سوءا بجهالة، ثم تاب من بعده وأصلح، فإنه غفور رحيم (الأنعام: 54).
وقال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم (الزمر: 53).
وقال تعالى حاكيا: فقلت: استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات، ويجعل لكم أنهارا (نوح: 10 - 12).
وقال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (البقرة: 222) وقال الصادق عليه السلام: إذا تاب العبد توبة نصوحا، أحبه الله تعالى فستر عليه في الدنيا والآخرة. قال الراوي: وكيف يستر الله عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ثم يوحي الله إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض اكتمي عليه ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله تعالى حين يلقاه، وليس شئ يشهد