أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٥٣
التوبة لقد عرفت في البحث السابق غوائل الذنوب، وأضرارها المادية والروحية، والتشابه بينهما وبين الأمراض الجسمية في مذاحتها، وسوء آثارها على الإنسان.
فكما تجدر المسارعة إلى علاج الجسم من جراثيم الأمراض قبل استفحالها، وضعف الجسم عن مكافحتها، كذلك تجب المبادرة إلى تصفية النفس، وتطهيرها من أوضار الذنوب، ودنس الآثام، قبل تفاقم غوائلها، وعسر تداركها.
وكما تعالج الأمراض الصحيحة بتجرع العقاقير الكريهة، والاحتماء عن المطاعم الشهية الضارة، كذلك تعالج الذنوب بمعاناة التوبة والإنابة، والإقلاع عن الشهوات العارمة، والأهواء الجامحة، ليأمن التأثب أخطارها ومآسيها الدنيوية والأخروية.
حقيقة التوبة:
لا تتحقق التوبة الصادقة النصوح إلا بعد تبلورها، واجتيازها
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»