أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٥٤
أطوارا ثلاثة:
فالطور الأول: هو: طور يقظة الضمير، وشعور المذنب بالأسى والندم على معصية الله تعالى، وتعرضه لسخطه وعقابه، فإذا امتلأت نفس المذنب بهذا الشعور الواعي انتقل إلى:
الطور الثاني، وهو: طور الإنابة إلى الله عز وجل، والعزم الصادق على طاعته، ونبذ عصيانه، فإذا ما أنس بذلك تحول إلى:
الطور الثالث، وهو: طور تصفية النفس من رواسب الذنوب، وتلافي سيئاتها بالأعمال الصالحة الباعثة على توفير رصيد الحسنات، وتلاشي الشيئات، وبذلك تتحقق التوبة الصادقة النصوح.
وليست التوبة هزل عابث، ولقلقة يتشدق بها اللسان، وإنما هي: الإنابة الصادقة إلى الله تعالى، ومجافاة عصيانه بعزم وتصميم قويين، والمستغفر بلسانه وهو سادر في المعاصي مستهتر كذاب، كما قال الإمام الرضا عليه السلام:
المستغفر من ذنب ويفعله كالمستهزئ بربه.
فضائل التوبة:
للتوبة فضائل جمة، ومآثر جليلة، صورها القرآن الكريم، وأعربت عنها آثار أهل البيت عليهم السلام.
وناهيك في فضلها أنها بلسم الذنوب، وسفينة النجاة، وصمام الأمن
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»