أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٦٩
في خيرا، أشهد لك به يوم القيامة، فإنك لن تراني بعد هذا أبدا (1).
وروي أنه جاء رجل إلى علي بن الحسين عليهما السلام يشكو إليه حاله، فقال: مسكين ابن آدم، له في كل يوم ثلاث مصائب لا يعتبر بواحدة منهن، ولو اعتبر لهانت عليه المصائب وأمر الدنيا:
فأما المصيبة الأولى: فاليوم الذي ينقص من عمره. قال: وإن ناله نقصان في ماله اغتم به، والدهر يخلف عنه والعمر لا يرده شئ.
والثانية: انه يستوفي رزقه، فان كان حلالا حوسب عليه، وان كان حراما عوقب.
قال: والثالثة أعظم من ذلك. قيل: وما هي؟ قال: ما من يوم يمسي إلا وقد دنا من الآخرة مرحلة، لا يدري على جنة أم على نار.
وقال: أكبر ما يكون ابن آدم اليوم الذي يولد من أمه.
قالت الحكماء ما سبقه إلى هذا أحد (2).
وقال الصادق عليه السلام: اصبروا على طاعة الله، وتصبروا عن معصية الله، فإنما الدنيا ساعة، فما مضى فلست تجد له سرورا ولا حزنا، وما لم يأت فلست تعرفه، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها فكأنك قد اغتبطت (3).
وقال الباقر عليه السلام: لا يغرنك الناس من نفسك،

(١) الوافي ج ٣ ص ٦٣ عن الفقيه.
(٢) عن كتاب الاختصاص المنسوب للشيخ المفيد.
(3) الوافي ج 3 ص 63 عن الكافي.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»