بعد توفر الأسباب الباعثة على نجحه، وتحقيق أهدافه، والا كان هوسا وغرورا.
فمن الحمق أن يتنكب المرء مناهج الطاعة، ويتعسف طرق الغواية والضلال، ثم يمني نفسه بالرجاء، فذلك غرور باطل وخداع مغرر.
ألا ترى عظماء الخلق وصفوتهم من الأنبياء والأوصياء والأولياء كيف تفانوا في طاعة الله عز وجل، وانهمكوا في عبادته، وهم أقرب الناس إلى كرم الله وأرجاهم لرحمته.
إذا فلا قيمة للرجاء، الا بعد توفر وسائل الطاعة، والعمل لله تعالى، كما قال الإمام الصادق عليه السلام: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو (1).
وقيل له عليه السلام: إن قوما من مواليك يلمون بالمعاصي، ويقولون نرجو. فقال كذبوا ليسوا لنا بموال، أولئك قوم ترجحت بهم الأماني، من رجا شيئا عمل له، ومن خاف شيئا هرب منه (2).
الحكمة في الترجي والتخويف:
يختلف الناس في طباعهم وسلوكهم اختلافا كبيرا، فمن الحكمة في إرشادهم وتوجيههم، رعاية ما هو الأجدر بإصلاحهم من الترجي والتخويف