أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٤٨
قال: من كان فعله لقوله موافقا، فأثبت له الشهادة بالنجاة، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا، فإنما ذلك مستودع (1).
3 - الكسبي: وهو الايمان الفطري الطفيف الذي نماه صاحبه واستزاد رصيده حتى تكامل وسمى إلى مستوى رفيع، وله درجات ومراتب.
واليك بعض الوصايا والنصائح الباعثة على صيانة الجزء الفطري من الايمان، وتوفير الكسبي منه:
1 - مصاحبة المؤمنين الأخيار، ومجانبة الشقاة والعصاة، فإن الصاحب متأثر بصاحبه ومكتسب من سلوكه وأخلاقه، كما قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
2 - ترك النظر والاستماع إلى كتب الضلال، وأقوال المضلين، المولعين بتسميم أفكار الناس وحرفهم عن العقيدة والشريعة الاسلاميتين، وإفساد قيم الايمان ومفاهيمه في نفوسهم.
3 - ممارسة النظر والتفكر في مخلوقات الله عز وجل، وما اتصفت به من جميل الصنع، ودقة النظام، وحكمة التدبير، الباهرة المدهشة وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون (2).
4 - ومن موجبات الايمان وتوفير رصيده، جهاد النفس، وترويضها على طاعة الله تعالي، وتجنب معاصيه، لتعمر النفس بمفاهيم الايمان، وتشرق بنوره الوضاء، فهي كالماء الزلال، لا يزال شفافا رقراقا، ما لم تكدره

(1) الوافي ج 3 ص 50 عن الكافي.
(2) الذاريات (20 - 21).
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»