وعدم الاهتمام بشؤونهم ومصالحهم. ونحو ذلك من دواعي تسيب المجتمع وضعف طاقاته.
وأبشع المظالم الاجتماعية، ظلم الضعفاء، الذين لا يستطيعون صد العدوان عنهم، ولا يملكون الا الشكاة والضراعة إلى العدل الرحيم في أساهم، وظلاماتهم.
فعن الباقر عليه السلام قال: لما حضر علي بن الحسين عليه السلام الوفاة، ضمني إلى صدره، ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه، قال: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله تعالى (1).
5 - ظلم الحكام والمتسلطين:
وذلك باستبدادهم، وخنقهم حرية الشعوب، وامتهان كرامتها، وابتزاز أموالها، وتسخيرها لمصالحهم الخاصة.
من أجل ذلك كان ظلم الحكام أسوأ أنواع الظلم وأشدها نكرا، وأبلغها ضررا في كيان الأمة ومقدراتها.
قال الصادق عليه السلام: إن الله تعالى أوحى إلى نبي من الأنبياء، في مملكة جبار من الجبابرة: أن إئت هذا الجبار فقل له: إني لم استعملك على سفك الدماء، واتخاذ الأموال، وإنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين، فاني لن أدع ظلامتهم وان كانوا كفارا (2).