واليك نموذجا من ذلك:
1 - تسامى بشعور المسلمين وعواطفهم، أن تسترقها النعرات العصبية، ونزعاتها المفرقة، ووجهها نحو الهدف الأسمى من طاعة الله تعالى ورضاه: فالحب والبغض، والعطاء والمنع، والنصر والخذلان: كل ذلك يجب أن يكون لله عز وجل، وبذلك تتوثق عرى المؤاخاة، وتتلاشى النزعات المفرقة، ويغدو المسلمون كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا.
واليك قبسا من آثار أهل البيت عليهم السلام في هذا المقام:
عن الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ود المؤمن للمؤمن في الله، من أعظم شعب الايمان، ألا ومن أحب في الله، وأبغض في الله، وأعطى في الله، ومنع في الله، فهو من أصفياء الله (1).
وقال الصادق عليه السلام: إن المتحابين في الله يوم القيامة، على منابر من نور، قد أضاء نور وجوههم، ونور أجسادهم، ونور منابرهم، كل شئ حتى يعرفوا به، فيقال هؤلاء المتحابون في الله (2).
وقال علي بن الحسين عليه السلام: إذا جمع الله عز وجل الأولين والآخرين، قام مناد ينادي بصوت يسمع الناس، فيقول: أين المتحابون في الله؟ قال: فيقوم عنق من الناس، فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة