أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٠٦
المفرقة، وجعله الايمان والتقى مقياسا للتفاضل، أن أبا لهب - وهو من صميم العرب، وعم النبي - صرح القرآن بثلبه وعذابه تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى نارا ذات لهب وذلك بكفره ومحاربته لله ورسوله.
وكان سلمان فارسيا، بعيدا عن الأحساب العربية، وقد منحه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وساما خالدا في الشرف والعزة، فقال: سلمان منا أهل البيت. وما ذلك الا لسمو إيمانه، وعظم إخلاصه، وتفانيه في الله ورسوله.
حقيقة العصبية:
لا ريب أن العصبية الذميمة التي نهى الاسلام عنها هي: التناصر على الباطل، والتعاون على الظلم، والتفاخر بالقيم الجاهلية.
أما التعصب للحق، والدفاع عنه، والتناصر على تحقيق المصالح الاسلامية العامة، كالدفاع عن الدين، وحماية الوطن الاسلامي الكبير، وصيانة كرامات المسلمين وأنفسهم وأموالهم، فهو التعصب المحمود الباعث على توحيد الأهداف والجهود، وتحقيق العزة والمنعة للمسلمين، وقد قال الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام: إن العصبية التي يأثم عليها صاحبها، أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»