أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٩٩
التآخي التآخي الروحي:
كان العصر الجاهلي مسرحا للمآسي والأرزاء، في مختلف مجالاته ونواحيه الفكرية والمادية.
وكان من أبشع مآسيه، ذلك التسيب الخلقي، والفوضى المدمرة، مما صيرهم يمارسون طباع الضواري، وشريعة الغاب والتناكر والتناحر، والفتك والسلب، والتشدق بالثأر والانتقام.
فلما أشرق فجر الاسلام، وأطل بأنواره على البشرية، استطاع بمبادئه الخالدة، ودستوره الفذ أن يطب تلك المآسي، ويحسم تلك الأوزار، فأنشأ من ذلك القطيع الجاهلي خير أمة أخرجت للناس (1) عقيدة وشريعة، وعلما وأخلاقا. فأحل الايمان محل الكفر، والنظام محل الفوضى، والعلم محل الجهل، والسلام محل الحرب، والرحمة محل الانتقام.
فتلاشت تلك المفاهيم الجاهلية، وخلفتها المبادئ الاسلامية الجديدة، وراح النبي صلى الله عليه وآله يبني وينشئ أمة مثالية تبذ الأمم نظاما، وأخلاقا وكمالا.
وكلما سار المسلمون أشواطا تحت راية القرآن، وقيادة الرسول الأعظم

(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»