تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ٥٠
العترة عصمة للمتمسك بهم من كل ضلال هو اللطف الإلهي وفيه إيماء إلى أن هذه المزية دائمة مستمرة لا تختص بطبقة دون أخرى ولا بزمن دون زمن ولهذا صرح بأنهم لن يفارقوا القرآن إلى ورود الحوض وفي قرنه الخبير باللطيف قطع لشأفة خرافات النواصب القائلين بأن غير العترة أعلم منها بالدين وأحق بالإمامة والزعامة فيه متعامين عن ما جاء من قوله تعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ومن هذا الحديث وما في معناه يعرف المنصف أنه لا بد من وجود مجتهد صالح للاهتداء والتمسك به في كل زمن إذ لا فضل لمقلد على مقلد فيما قلدا فيه كما لا فضل لأعمى على أعمى.
قال المصانع في الصفحة 19: وحاصل ما ذكر في هذا الفصل اتفاق أئمة أهل السنة والجماعة على عدم وجود المجتهد الطلق الذي يجوز له استنباط الأحكام من الكتاب والسنة في هذا الزمن من مدة طويلة: انتهى.
وأقول إن ما أتى به المصانع خبط بل ذم لمن أراد أن يناضل عنهم فدعوى أمثاله أن الله أعجز عبيده في القرون الأخيرة عن الاجتهاد لا أدري من وحي أي الشياطين إليهم كان وكقولهم إن العلماء أجمعوا على منع الاجتهاد فإن مقتضاه أنهم نسخوا ما افترضه الله من الاجتهاد وهل هذا إلا
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة