وهذه مميزات مهمة ومثلها وجود ثمرات قرائح السلف وما تعبوا في تطلبه وكدوا أفهامهم في استنتاجه وما بحثوه من المباحث وما صنفوه في الكتب وما رد به بعضهم على بعض يجد المتأخر من نحو هذا ثروة واسعة وثمارا يانعة يستعين بها على ما يطلبه ويستنير بها في سيره فما يزعمه أمثال المصانع من منع الاجتهاد واستحالته لا يصح بل هو تثبيط للهمم وداع إلى التدلي المشين.
نعم إن الذين يهبهم الله استعدادا للاجتهاد هم أفراد قليلون وحسب الانسان أن يحكم على نفسه فمن كان كليل الذهن فاتر الهمة مأفون الرأي لم يأخذ من العلوم طرفا حسنا غير فقيه النفس فهو بعيد عن تلك الرتبة ويجب عليه أن لا يحسد من رزقه الله الاستقلال في الفكر وحسن الفهم وقوة الحفظ وذكاء القريحة وعلو الهمة وفقه النفس ونحو ذلك من صفات الأئمة بل يسلم له بما استحقه.
سبحان من قسم الحظوظ - فلا عتاب ولا ملامة أعمى وأعشى ثم ذو - بصر وزرقاء اليمامة ويمشي في ضوء مشكاته ويستفيد من مواهبه لئلا يكون