باطل، ووجود الوسائط لا يضر، وإن كان لقلتها مزية حسنة، والاجتهاد يتجزأ، ومن ثبت له نوع منه ولو في مسألة فهو حظه، وبعيد وجود مجتهد مستقل في جميع العلوم الشرعية، ودرجات العلماء متفاوتة، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وقد ورد في الحديث الصحيح تشبيه الأمة بالمطر لا يدري أوله خير أم آخره والكذب على النبي ص كان في زمنه ولم يزل الوضاعون يكذبون عليه وجواز رواية الأحاديث بغير ألفاظها بل بالمعنى الذي فهمه الراوي كان مذهب كثير من الصحابة فمن بعدهم ولذلك وهم بعضهم بعضا فيما خالفه فيه ولم يكذبه فيه وتجد في مجموعتنا ثمرات المطالعة بيان كثير من هذا النوع ودونت السنة بعد ذلك وقد أمن بعد التدوين كثير من التحريف والزيادات وأمكن جمع الألفاظ ونقدها للمتأخرين كما أنهم قد حصلت لهم وسائل سهلت عليهم الفهم كتدوين اللغة ووضع النحو والصرف وعلوم المعاني والبيان وغيرها وكالطباعة التي سهلت اقتناء الكتب وضبطها ووجود المكتبات العامة والخاصة فبهذه الوسائل صار من القريب الهين على أحدنا مع ضعفه أن يتوصل في وقت يسير إلى ما لا يناله الجهبذ الكبير إلا برحلة طويلة شاقة وتعب كبير ونفقة غير قليلة.