تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ٤٥
فما مثله إلا كفارغ حمص خلي من المعنى ولكن يفرقع قال المصانع في الصفحة (15) نقلا عن ابن حجر المكي في مدعي الاجتهاد ما لفظه: التحقيق أنهم إنما ثبت لهم نوع اجتهاد لا الاستقلال، فدعوى الاجتهاد لمن لم يقرب منهم باطلة، وإذا أطرح مؤلفات أهل الشرع فبما يتمسك ذلك الرجل؟ فإنه لم يدرك النبي ص ولا أحدا من أصحابه الخ انتهى.
وأقول: لخص المصانع عبارة ابن حجر فصارت كما ترى، ومراده أن أحدا ممن يدعي الاجتهاد في القرون الأخيرة لم يتلق علوم الشرع مشافهة من النبي ص بل ولا من أصحابه مباشرة، وإنما معهم رواية عنه، أو وجادة فهم إذا عيال على غيرهم لا مستقلون، وهذه مغالطة واضحة، فإن رؤساء المذاهب المشهورة هذا شانهم أيضا فيشملهم الحكم بل الصحابة أيضا، فإن جلهم تعلم القرآن، أو كثيرا منه من أخوانه، وروى عنهم، فعلى هذا لا يكون في المسلمين مجتهد مستقل، إلا أن قيل: إنه علي ع لما اختص به من التربية والملازمة وغير ذلك.
وهذا مما لا يوافق عليه المصانع ولا غيره، وهو قول
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة