النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٨٠
والجور فهو في عنقه كما جاءت به الأحاديث (فهؤلاء) هم الوزراء والأتباع ومعاوية هو الإمام الذي دهورهم في ذلك الشقاء وسيعلم متبعوه ذل مقامهم يوم يدعى كل إنسان بإمامهم ومن هذا حاله وهذه أفعاله كيف لا يستحق اللعن وتستحقه الواثمة والمستوشمة وكيف لا يجوز لعن من نهب قناطير الذهب والفضة من أموال المسلمين ويجوز لعن السارق درهما واحدا لا والله بل الحق أحق أن يتبع.
(ومن موبقاته الشنيعة) استلحاقه زياد بن عبيد وجعله زياد بن أبي سفيان وهو أول استلحاق جاهلي عمل بن في الإسلام علنا واستنكره الصحابة وأهل الدين (أخرج) البخاري في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام فذكرته لأبي بكرة فقال وأنا سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وآله (وأخرج) فيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر (وفيه) من أثناء حديث طويل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بربكم أن ترغبوا عن آبائكم (وفيه) أيضا حديث واثلة إن من أعظم الفراء أن يدعى الرجل إلى غير أبيه.
(وفي الصحيح) عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا إلى يوم القيامة (وأخرج) أبو داود وصححه عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من ادعى إلى غير أبيه أو انتهى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة فأنظر إلى هذا الوعيد الشديد الذي لم يبال به معاوية ولم يكترث بما يترتب على ذلك الاستلحاق من اختلاط الأنساب وهتك الحرم سعيا وراء أغراض دنيوية
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»