عليهما السلام وقد شفع إليه في رجل من شيعته من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة أما بعد فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وأنت طالب حاجة وأنا سلطان وأنت سوقة كتبت إلي في فاسق آويته إقامة منك على سوء الرأي ورضي منك بذلك وأيم الله لا تسبقني به ولو كان بين جلدك ولحمك فإن أحب لحم إلي أن آكل منه للحم الذي أنت منه فسلمه بجريرته إلى من هو أولى به منك فإن عفوت عنه لم أكن شفعتك فيه وإن قتلته لم أقتله إلا لحبه أباك الفاسق والسلام ولما بلغ موته ابن عمر قال: يا ابن سمية لا الآخرة أدركت ولا الدنيا بقيت عليك.
(وولى) كذلك عبيد الله بن زياد بن سمية وظلمه وبغيه وفجوره مشهور وسيرته معلومة ولم يزل يرتع في المظالم حتى كلل أعماله القبيحة بقتل الحسين بن علي عليهما السلام.
وقد ذكر ابن جرير في تاريخه والزمخشري في الفائق وغيرهما أنه دخل عليه زيد بن أرقم وبين يديه رأس الحسين عليه السلام وهو ينكثه بقضيب معه فغشي عليه فلما أفاق قال له ما لك يا شيخ قال رأيتك تنكث شفتين طالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يقبلهما فقال ابن زياد لعنه الله أخرجوه فلما قام ليخرج قال: إن محمديكم هذا الدحداح وفيه يقول عدو الله يزيد بن معاوية لعنة الله عليهما:
اسقني شربة تروي مشاشي * ثم قم واسق مثلها ابن زياد صاحب الود والأمانة والتسديد مني ومغنمي وجهادي (وإذا) تتبعت سيرة معاوية وتأريخه وجدت كثيرا من عماله من هذا القبيل وكما قيل إن عمر رضي الله عنه وحسناته جميعها حسنة واحدة من حسنات أبي بكر رضي الله عنه فكذلك أن يزيد وقبائحه وسيئاته كلها سيئة واحدة من سيئات معاوية وكل ما فعله عماله بسلطانه وتوليته من الظلم