أتى منزله.
ثم أرسل إلى الحسين بن علي فخلا به وقال له يا بن أخي قد استوثق الناس لهذا الأمر غير خمسة نفر من قريش وأنت تقودهم يا ابن أخي فما أر بك إلى الخلاف قال الحسين أرسل إليهم فإن بايعوك كنت رجلا منهم وألا تكن عجلت علي بأمر قال: وتفعل قال: نعم قال فأخذ عليه أن لا يخبر بحديثهما أحدا فخرج ثم أرسل إلى الباقين واحدا يقول لهم بنحو ما قاله للحسين رضي الله عنه ويجيبه كل منهم بنحو جواب الحسين.
قال ثم جلس معاوية صبيحة اليوم الثاني وأجلس كتابه بحيث يسمعون ما يأمر به وأمر حاجبه أن لا يأذن لأحد من الناس وإن قرب ثم أرسل إلى الحسين بن علي وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم فسبق ابن عباس فأجلسه عن يساره وشاغله بالحديث حتى أقبل الحسين ودخل فأجلسه عن يمينه وسأله عن حال بني الحسن وأسنانهم فأخبره ثم خطب معاوية خطبة أثنى فيها على الله ورسوله وذكر الشيخين وعثمان ثم ذكر أمر يزيد وأنه يحاول ببيعته سد خلل الرعية وذكر علمه بالقرآن والسنة واتصافه بالحلم وأنه يفوقهما سياسة ومناظرة وإن كانا أكبر منه سنا وأفضل قرابة واستشهد بتولية النبي صلى الله عليه وآله عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل على أبي بكر وعمر وأكابر الصحابة وقيام عمرو بذلك خير قيام وإن في رسول الله أسوة حسنة ثم استجابهما عما ذكر.
قال فتهيأ ابن عباس للكلام فقال له الحسين على رسلك فأنا المراد ونصيبي في التهمة أوفر وقام الحسين فحمد الله تعالى وصلى على الرسول صلى الله عليه وآله وقال.
أما بعد يا معاوية فلن يؤدي القائل وإن أطنب في صفة الرسول صلى الله عليه وآله من جميع جزأ وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله من إيجاز