النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٧٣
واكتب أن السمع والطاعة لا يغيران من شرطه شيئا قال: معاوية لا ينظر إلى هذا قال: عمرو حتى تكتب قال: فكتب والله ما يجد بدا من كتابتها ودخل عتبة بن أبي سفيان على معاوية وهو يكلم عمرا ويقول له إنما أبايعك بها ديني فقال عتبة أثمن الرجل بدينه فإنه صاحب من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكتب عمرو إلى معاوية.
معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل * به منك دنيا فانظرن كيف تصنع وما الدين والدنيا سواء وإنني * لآخذ ما تعطث ورأسي مقنع فإن تعطني مصرا فأربح صفقة * أخذت به شيخا يضر وينفع (انتهى من العقد الفريد). قال الله تعالى: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون وقد وبخ الإمام علي عليه السلام عمرا على متابعته لمعاوية في باطله كما ذكر ذلك في نهج البلاغة قال: ومن كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص: فإنك قد جعلت دينك تبعا لدنيا امرئ ظاهر غيه مهتوك ستره يشين الكريم بمجلسه ويسفه الحليم بخلطته فاتبعت أثره وطلبت فضله اتباع الكلب للضرغام يلوذ إلى مخالبه وينتظر ما يلقي إليه من فضل فريسته فأذهبت دنياك وآخرتك ولو بالحق أخذت أدركت ما طلبت فإن يمكن الله منك ومن ابن أبي سفيان أجزكما بما قدمتما وإن تعجزا وتبقيا فما أمامكما شر لكما (انتهى).
(ومن) نهج البلاغة أيضا في موضع آخر في ذكر عمرو أيضا عجب لابن النابغة يزعم لأهل الشام إن في دعابة وإني امرؤ تلعابة أعافس وأمارس لقد قال: باطلا ونطق إثما أما وشد القول الكذب أنه ليقول فيكذب ويعد فيخلف ويسأل فيلحف ويسئل فيبخل ويخون العهد ويقطع الآل فإذا كان عند الحرب
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»