ولقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله معه يوم بيعة الشجرة على أن لا أسرق ولا أزني ولا أقتل ولدي ولا آتي ببهتان أفتريه فما أتيت شيئا فاتق الله ثم قالت لا يا بني والله لو كان عندي شئ لأفتديك به قال فأخذ برجل الصبي والثدي في فمه فجذبه من حجرها فضرب به الحائط فانتشر دماغه في الأرض قال فلم يخرج من البيت حتى اسود نصف وجهه وصار مثلا وأمثال هذه من أهل الشام ومن مسلم نفسه كثيرة فمسلم في هذا كله منفذ لأمر يزيد ويزيد منفذ لأمر معاوية فكل هذه الدماء وكل هذه المنكرات الموبقات ودم الحسين عليه السلام ومن معه في عنق معاوية أولا ثم في عنق يزيد ثانيا ثم في عنق مسلم وابن زياد ثالثا أفبعد هذا يتصور أن يقال لعله تاب ورجع كلا والله ولقد صدق من قال: أبقى لنا معاوية في كل عصر فئة باغية فهاهم أشياعه وأنصاره إلى يومنا هذا يقلبون الحقائق ويلبسون الحق بالباطل من يرد الله فتنته فلن تمك له من الله شيئا أخرج مسلم في صحيحه من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وسننقل لك هنا بعض ما ارتكبه معاوية من المنكرات تمهيدا لأخذ هذه البيعة ليزيد فقد ذكر أهل الحديث من ذلك جانبا وأهل المغازي جانبا.
وأهل المغازي كما قال: الإمام الشافعي رحمه الله في الرسالة أقوى في بعض الأمور من نقل واحد عن واحد قال: ابن الأثير وكان ابتداء ذلك من المغيرة بن شعبة فإن معاوية أراد أن يعزله عن الكوفة فبلغه ذلك فقال الرأي أن أشخص إلى معاوية فأستعفيه ليظهر للناس كراهتي للولاية فسار إلى معاوية وقال: لأصحابه حين وصل إليه إن لم أكسبكم الآن ولاية وإمارة لا أفعل ذلك أبدا ومضى حتى دخل على يزيد فقال له إنه قد ذهب أعيان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وكبراء قريش وإنما بقي أبناؤهم وأنت من أفضلهم وأحسنهم رأيا وأعملهم بالسنة والسياسة (انظر شهادة الزور والتغرير) ولا أدري