النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٦٥
كتاب الإمامة والسياسة ثم لم يلبث معاوية بعده وفاة الحسن إلا يسيرا حتى بايع ليزيد بالشام وكتاب ببيعته إلى الآفاق وكان عامله على المدينة مروان ابن الحكم فكتب إليه يذكر الذي قضى الله على لسانه من بيعة يزيد ويأمره بجمع من قبله من قريش وغيرهم من أهل المدينة ليبايعوا ليزيد فلما قرأ مروان كتاب معاوية أبى من ذلك وأبته قريش فكتب لمعاوية إن قومك قد أبوا إجابتك إلى بيعة ابنك فأرني رأيك فعزله معاوية وولى سعيد بن العاص وخرج مروان إلى أخواله مغاضبا وكتب معاوية إلى سعيد بن العاص يأمره أن يدعو أهل المدينة إلى البيعة ويكتب إليه بمن يسارع ومن لم يسارع فلما أتى سعيد بن العاص الكتاب دعا الناس إلى البيعة ليزيد وأظهر الغلظة وأخذهم بالعزم والشدة وسطا بكل من أبطأ عن ذلك فأبطأ الناس عنها إلا اليسير لا سيما بني هاشم فإنه لم يجبه منهم أحد وكان ابن الزبير من أشد الناس إنكارا لذلك وردا له. فكتب سعيد بن العاص بجميع ذلك إلى معاوية فلما بلغه ذلك كتب كتبا إلى عبد الله بن عباس وإلى عبد الله بن جعفر وإلى عبد الله بن الزبير وإلى الحسين بن علي. رضي الله عنهم وأمر سعيد بن العاص أن يوصلها إليهم ويبعث بجواباتها وتلك الكتب كلها تهديد من جهة وتملق من أخرى فأجابوه كلهم بعدم الرضى والاحتجاج عليه في ذلك ولم نذكرها هنا حذر الإطالة.
وهذا نص كتاب الحسين بن علي عليهما السلام ونص جوابه إلى معاوية وهما مثال وعنوان للكتب الباقية وجواباتها (كتب معاوية) إلى الحسين رضي الله عنه (أما بعد) فقد انتهت إلي منك أمور لم أكن أظنك بها رغبة بك عنها وإن أحق الناس بالوفاء لمن أعطى بيعته من كان مثلك في خطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك الله بها فلا تنازع إلى قطيعتك واتق الله ولا تردن هذه الأمة في فتنة وانظر لنفسك ودينك وأمة محمد ولا يستخفنك
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»