النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٧١
رد علي أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف إلى رأسه فلا يبقين رجل إلا على نفسه ثم دعا صاحب حرسه بحضرتهم فقال أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيفه فإن ذهب رجل منهم يرد علي كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما ثم خرج وخرجوا معه حتى رقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم لا يبرم أمر دونهم ولا يقضي إلا عن مشورتهم وإنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد فبايعوا على اسم الله فبايع الناس وكان الناس يتربصون بيعة هؤلاء النفر ثم ركب رواحله وانصرف إلى المدينة فلقي الناس أولئك النفر فقالوا لهم زعمتم أنكم لا تبايعون فلم رضيتم وأعطيتم وبايعتم قالوا والله ما فعلنا فقالوا ما منعكم أن تردوا على الرجل قالوا كادنا وخفنا القتل وبايعه أهل المدينة ثم انصرف إلى الشام (انتهى).
وقال ابن عبد البر بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر بعد أن أبى البيعة ليزيد بمائة ألف درهم فردها إليه عبد الرحمن وأبى أن يأخذ وقال أبيع ديني بدنياي وخرج إلى مكة ومات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد (انتهى) قلت قول بعض الشيعة هنا مات بالسم لم ينقله أهل السنة فلا معول عليه عندنا والله أعلم.
وإنما أطلت بذكر خبر هذه البيعة مع شهرته واستفاضته ليعلم الأغبياء من المقلدين ما ارتكبه معاوية لأجلها من الأكاذيب والحيل والمكر والخدع والكيد والرشوة من بيت مال المسلمين وغش الأمة والاستخفاف بذوي الفضل والمنزلة من الصحابة وتهديدهم بالقتل وغير ذلك من الفظائع حتى يتيقن أولئك الأغبياء أنهم مغرورون من مقلديهم مغشوشون بما موهوا به عليهم من خلاف ذلك وأن تقليدهم لا ينفعهم ولا يجديهم عندما تنكشف الحقائق لدى الملك الملك العدل يوم التغابن حين تنقطع الأسباب بين التابع والمتبوع إلا المتقين.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»