النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٧٢
ولا يذهب عنك أن معاوية لم يول يزيد وحده على المسلمين محاباة بل أكثر عماله من هذا القبيل فقد ترك ولاية الكوفة وأعمالها للمغيرة بن شعبة لكونه غارس شجرة هذه البيعة الممقوتة ومتولي كبرها وهو المشير أيضا باستلحاق زياد والساعي بينه وبين معاوية بالصلح والتعاون على الإثم العدوان وقد رد النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام الغنيمة التي جاء بها المغيرة ولم يخمسها وقال هذا غدر والغدر لا خير فيه وهو الباذل جهده إرضاء لمعاوية في سب الإمام علي عليه السلام ولعنه وهو الموصي عماله ومستخلفيه بذلك إلى غير ذلك من قبائحه المذكورة في كتب السير والتأريخ وقد شهد عليه أبو بكرة رضي الله عنه واثنان معه بالزنا عند عمر رضي الله عند وتردد الرابع وهو صاحبه زياد فقال رأيت استا تنبو ونفسا يعلو ورجلاها على عاتقه كأذني حمار ولا أدري ما وراء ذلك ولولا تردد زياد لرجمه عمر وفي ذلك يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
لو أن اللؤم ينسب كان عبدا * * قبيح الوجه أعور من ثقيف تركت الدين والإيمان جهلا * * غداة لقيت صاحبة النصيف وراجعت الصبا وذكرت لهوا * * من الأحشاء والخصر اللطيف وولى أيضا عمرو بن العاص مصر وما والاها طعمة ورشوة على ما صنع في أمر التحكيم وقبله من الخيانة لله ولرسوله وللمسلمين والأيمان الفاجرة التي أقسمها ومعاداته الإمام عليا عليه السلام في باقي أيامه. نقل ابن عبد ربه عن سفيان بن عيينة قال: أخبرني أبو موسى الأشعري قال: أخبرني الحسن قال: علم معاوية والله إن لم يبايعه عمرو لم يتم له أمر فقال له يا عمرو اتبعني قال: لماذا الآخرة فوالله ما معك آخرة أم للدنيا فوالله لا كان حتى أكون شريكك فيها قال فأنت شريكي فيها قال: فاكتب لي مصر وكورها فكتب له مصر وكورها وكتب في آخر الكتاب وعلى عمرو السمع والطاعة قال عمرو
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»