النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٦٤
ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة قال: أوترى ذلك يتم قال: نعم فدخل يزيد على أبيه فأخبره بما قال المغيرة فأحضر المغيرة وقاله ما يقول عنك يزيد فقال يا أمير المؤمنين قد رأيت ما كان من سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان وفي يزيد منك خلف. (صدق فخلف الظالم ظالم) فأعقد له فإن حدث بك حادث كان كهفا للناس وخلفا ولا تسفك دماء ولا تكون فتنة قال:
ومن لي بهذا قال أنا أكفيك أهل البصرة ويكفيك زياد أهل الكوفة وليس بعد أهل هذين المصرين أحد يخالفك قال: فارجع إلى عملك وتحدث مع من تثق إليه في ذلك فودعه ورجع إلى أصحابه فقالوا أمه قال: لقد وضعت رجل معاوية في غرز بعيد الغاية على أمة محمد وفتقت عليهم فتقا لا يرتق أبدا (صدق أفعلى مثل هؤلاء يترحم) قاله الحسن البصري رحمه الله فمن أجل ذلك بايع هؤلاء لأبنائهم ولولا ذلك لكانت شورى إلى يوم القيامة (انتهى) وسار المغيرة إلى البصرة فذاكر من يثق إليه ومن يعلم أنه شعة لبني أمية في أمر يزيد فأجابوه إلى بيعته فأوقد منهم عشرة ويقال أكثر وأعطاهم ثلاثين ألف درهم وجعل عليهم ابنه موسى بن المغيرة وقدموا على معاوية فزينوا له بيعة يزيد ودعوه إلى عقدها فقال معاوية لا تعجلوا بأظهار هذا وكونوا على رأيكم ثم قال: لموسى بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم قال بثلاثين ألفا قال: لقد هان عليهم دينهم (قلت هو على المشتري والمشترى له والآخر به أهون) (انتهى).
وقد أخرج الحاكم والطبراني عن عبد لله بن الحارث بن جزء قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله سيكون بعدي سلاطين، الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل لا يعطون أحدا شيئا إلا أخذوا من دينه مثله. ولبث معاوية زمنا طويلا يعطي المقارب ويداري المباعد ويلطف به حتى استوثق له أكثر الناس وتربص حتى مات الحسن بن علي عليهما السلام. قال العلامة ابن قتيبة في
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»