على آثارهم يهرعون.
وهناك طوائف من علماء السوء يتغافلون عن إظهار الحق وهم يعرفونه فيموهون ويغالطون ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون كل ذلك خوفا من أن ينبزهم المقلدون بأنهم شيعة أو رافضة حرصا على جاه موهوم زائل كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه قال ابن القيم في إعلام الموقعين نقلا عن شيخه شيخ الإسلام بن تيمية من له خبرة بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وآله وبما كان عليه هو وأصحابه رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم أقل الناس دينا والله المستعان (انتهى بالحروف) إن معاوية وعمرو ومن شاكلهما يقرون ويعترفون في كثير من المواطن بأنهم على غير حق وأنهم إنما يقاتلون للدنيا ولكن أنصارهم يأبون إلا نسبتهم إلى الحق وتزكية أعمالهم بادعاء الاجتهاد لهم وإثابتهم من الله على بغيهم وعنادهم روى المسعودي رحمه الله عندما ذكر قصة قتل اللخميين اللذين أطمعهما معاوية بالمال أن قتلا العباس بن ربيعة الهاشمي في يوم من أيام صفين فخرجا فقتلهما الإمام علي عليه السلام قال: رحمه الله ونما الخبر إلى معاوية فقال قبح الله اللجاج إنه لعقور ما ركبته قط إلا خذلت فقال عمرو بن العاص المخذول والله اللخميان والمغرور من غررته لا أنت المخذول قال اسكت أيها الرجال فليس هذا من شأنك قال:
وإن لم يكن رحم الله اللخميين ولا أراه يفعل قال ذلك والله أضيق لحجتك واخسر لصفقتك قال قد علمت ذلك ولولا مصر وولايتها لركبت المنجاة منها فإني أعلم أن علي بن أبي طالب على الحق وأننا على ضده فقال معاوية مصر والله أعمتك ولولا مصر لألفيتك بصيرا ثم ضحك معاوية ضحكا ذهب به كل مذهب قال: مم تضحك يا أمير المؤمنين أضحك الله سنك قال أضحك من حضور ذهنك يوم بارزت عليا وإبدائك سوأتك أما والله يا عمرو لقد واقعت