النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٦١
المستدرك عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من ولى من أمر المسلمين شيئا فأمر عليه أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم وأخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله من أستعمل رجلا من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين وأخرج البخاري في صحيحه عن معقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ما من وآل يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حزم الله عليه الجنة فهل يبقى بعد سماع هذا لذي إيمان أن يصدق بما جاء به من لا ينطق عن الهوى شك في استحقاقه لعنة الله وأن لا يقبل منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم وأنه خان الله ورسوله والمؤمنين وأنه مات غاشا للأمة بيزيد أم هناك تأويل يحاول به أنصاره رد الحديث الصحيح أو تضعيفه اللهم غفرانك.
ربما يدعي مدع أنه مجتهد رأى سكيره الرجس النجس أولى أهل زمانه بالإمامة وأرضى لله منهم ولا جواب عن هذا إلا الاستعاذة بالله من شر هذا المدعي المكابر والإشفاق عليه أن يمقته الله ويلحقه بذينك الطاغيتين وهل منع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن إبقاء معاوية عاملا عن الشام حتى يستتب له الأمر كما أشار به عليه المغيرة بن شعبة إلا الفرار من هذا الوعيد وإن كان الرأي السياسي يقتضي إبقاءه على زعم كثيرين وقد استشهد كرم الله وجهه بقوله تعالى وأما كنت متخذ المضلين عضدا كيف تسمع هذه الدعوة ومعاوية نفسه مقر ببطلانها فإنه قال وهو يخطب بكمة ولولا هواي في يزيد أبصرت قصدي قال ابن حجر الهيثمي فيه غاية التسجيل على نفسه بأن مزيد محبته ليزيد أعمت عليه طريق الهدى وأوقعت الناس بعده مع ذلك الفاسق المارق في الردى (انتهى) ولربما يظهر مشاغب آخر ويقول لعله تاب ورجع والتائب من الذنب كمن لا ذنب له فنقول إن التوبة لا تتحقق ولا تصح إلا
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»