النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٦٢
بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على أن لا يعود إليه كما قال الله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعملون وكل هذه الثلاثة منتفية في معاوية فإنه أكره المسلمين على البيعة ليزيد وأصر على ذلك إلى آخر نفس من أنفاسه كيف ووصاياه ليزيد وتعاليمه شاهدة عليه بإصراره وعدم مبالاته. نقل أبو جعفر الطبري في تاريخه وابن الأثير في الكامل والبيهقي في المحاسن والمساوي وغيرهم أن معاوية قال: ليزيد إن لك من أهل المدينة ليوما فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة (هو الذي سمي مسرفا ومجرما) فإنه رجل قد عرفت نصيحته (انتهى) عرف معاوية أن مسلما لا دين له فأمر يزيد أن يرمي به أهل المدينة وقد فعل يزيد ما أمره به أبوه وفعل مسلم بأهل المدينة ما أريد منه حيث قال له يزيد يا مسلم لا تردن أهل الشام عن شئ يريدون بعدوهم فسار بجيوشه من أهل الشام عن شئ يريدون بعدوهم فسار بجيوشه من أهل الشام فأخاف المدينة واستباحها ثلاثة أيام بكل قبيح وافتضت فيها نحو ثلاثمائة بكر وولدت فيها أكثر من ألف امرأة من غير زوج وسماها نتنة وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وآله طيبة وقتل فيها من قريش والأنصار والصحابة وأبنائهم نحو من ألف وسبعمائة وقتل أكثر من أربعة آلاف من سائر الناس وبايع المسلمين على أنهم عبيد ليزيد ومن أبى ذلك أمره مسلم على السيف إلى غبر ذلك من المنكرات قال:
المحدث الفقيه ابن قتيبة رحمه الله في كتاب الإمامة والسياسة والبيهقي في المحاسن والمساوي واللفظ للأول قال: أبو معشر دخل رجل من أهل الشام على امرأة نفساء من نساء الأنصار ومعها صبي لها فقال لها هل من مال قالت لا والله ما تركوا لي شيئا فقال: والله لتخرجن إلي شيئا أو لأقتلنك وصبيك هذا فقالت له ويحك إنه ولد أبي كبشة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»