النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٣٧
عنه يدعوه إلى القيام معه في دم عثمان سلام عليك أما بعد فإن أحق الناس بنصرة عثمان أهل الشورى من قريش الذين أثبتوا حقه واختاروه على غيره ونصره طلحة والزبير وهما شريكاك في الأمر ونظيراك في الإسلام وخفت لذلك أم المؤمنين فلا تكره ما رضوا ولا ترد ما قالوا وإنما تريد أن نردها شورى بين المسلمين والسلام. فأجابه سعد رضي الله عنه أما بعد فإن عمر لم يدخل في الشورى إلا من تحل له الخلافة فلم أجد أحدا أولى بها من صاحبه إلا باجتماعنا عليه غير أن عليا كان فيه ما فينا ولم يكن فينا ما فيه ولو لم يطلبها ولزم بيته لطلبته العرب ولو بأقصى اليمن وهذا الأمر قد كرهنا أوله وكرهنا آخره وأما طلحة والزبير فلو لزما بيوتهما لكان خيرا لهما والله يغفر لأم المؤمنين ما أتت. وهكذا أخرجه المحدث ابن قتيبة في كتاب الإمامة.
وكتب معاوية إلى قيس بن سعد بن عبادة أما بعد فإنما أنت يهودي ابن يهودي إن ظفر أحب الفريقين إليك عزلك واستبدل بك وإن ظفر أبغض الفريقين إليك قتلك ونكل بك وقد كان أبوك أوتر قوسه ورمى غرضه فأكثر الحز وأخطأ المفصل فخذله قومه وأدركه يومه ثم مات طريدا بحوران.
فأجابه قيس: أما بعد فأنت وثني ابن وثني دخلت في الإسلام كرها وخرجت منه طوعا لم يقدم إيمانك ولم يحدث نفاقك ونحن أنصار الدين الذي خرجت منه وأعداء الدين الذي دخلت فيه والسلام (انتهى).
وفي ربيع الأبرار للزمخشري رحمه الله دعا معاوية قيس بن سعد بن عبادة إلى مفارقة علي بن أبي طالب حين تفرقت الناس عنه فكتب إلى معاوية يا وثني ابن وثني تدعوني إلى مفارقة علي بن أبي طالب والدخول في طاعتك وتخوفني بتفرق أصحابه عنه وانثيال الناس عليك واجفالهم إليك فوالذي لا إله غيره لا سالمتك أبدا وأنت حربه ولا دخلت في طاعتك وأنت عدوه ولا
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»