النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٤٠
عمر رضي الله عنهما قال ما آسى على شئ إلا أن أكون قاتلت الفئة الباغية وعلى صوم الهواجر وقال ابن عبد البريروي من وجوه عن حبيب عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: حين حضرته الوفاة ما أجدني آسى على شئ فاتني من الدنيا إلا أني لم أقاتل مع علي الفئة الباغية ورواها الحاكم بسند صحيح فالبيهقي عنه قال ما وجدت في نفسي من شئ ما وجدت من هذه الآية إني أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله يعني قوله تعالى: فإن بغت أحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله. قال الحاكم هذا باب كبير قد رواه عن ابن عمر جماعة من كبار التابعين وكان خزيمة ابن ثابت ذو الشهادتين رضي الله عنه كانا سلاحه حتى قتل عمار بصفين فسل سيفه وذكر حديث عمار ثم قاتل عسكر معاوية حتى قتل وقد نقل ابن عبد البر في الإستيعاب عن إبراهيم النخعي أن مسروق بن الأجدع لم يمت حتى تاب من تخلفه عن علي كرم الله وجهه.
ومن كتاب من الإمام علي كرم الله وجهه إلى معاوية كما في نهج البلاغة قال: فسبحان الله ما أشد لزومك للأهواء المبتدعة والحيرة المتبعة مع تضييع الحقائق واطراح الوثائق التي هي لله طلبة وعلى عباده حجة فأما إكثارك الحجاج في عثمان وقتلته فإنك إنما نصرت عثمان حين كان النصر لك وخذلته حيث كان النصر له (انتهى).
يشير كرم الله وجهه إلى أن معاوية إنما زعم نصرة عثمان بعد موته حيث كانت المصلحة عائدة إليه بالولاية التي يطلبها وخذله في حياته حيث كانت المصلحة عائدة على عثمان فقد ذكر أهل السير - واللفظ للبلاذري - إن معاوية لما استصرخه عثمان تثاقل عنه وهو في ذلك يعده حتى إذا أشتد به الحصار بعث إليه يزيد بن أسد القشيري وقال له: إذا أتيت ذا خشب فأقم بها ولا تقل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فأنا الشاهد وأنت الغائب قالوا فأقام بذي خشب حتى
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»