عليه السلام وأن قتلته هم فئة معاوية صب بهذا أن معاوية باغ داع إلى النار كما ذكر في الحديث والدعي إلى النار مستحق اللعن في الدنيا والخذلان والقبح يوم القيامة كما جاء في كتاب الله عز وجل قال تعالى: " وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين " والمقبوح هو الذي نحي عن الخير. وقد حاول معاوية التملص من هذا الحديث بالاحتيال لكيلا ينتقض عليه أحد من أصحابه حيث لم يقدر على إنكاره فقال إنما قتله من أخرجه. فأجابه الإمام علي عليه السلام بأن رسول الله صلى الله عليه وآله يكون قاتل حمزة حيث أخرجه لقتال المشركين وهذا من الالزام الذي لا جواب عنه ثم رجع معاوية وتأوله بالطلب وقال نحن الفئة الباغية أي الطالبة لدم عثمان. من البغاء - بضم الباء الموحدة والمد - وهو الطلب ولا يخفى سقوط التأويلين وخطؤهما أما الأول فظاهر وأما الثاني فإن قول الرسول صلى الله عليه وآله دعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار كالنص الصريح في أن الباغية من البغي المذموم المنهي عنه كما في قوله تعالى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي لا من البغاء الذي هو الطلب.
وعندي إن معاوية أحذق من أن يقول ذلك عن اعتقاد فإنه أمر ظاهر الفساد للخاص والعام والذكي والبليد وكان الواجب عليه أن يرجع عن غيه وبغيه ويرفض المخالفة ولكن غلبت عليه شقوته وأضله الله على علم فاحتال بهذه التأويلات الفاسدة حرصا على الدنيا وتعزيزا لأشياعه وأتباعه وتسترا في الظاهر وفرارا عن الاقرار بحقيقة أمره وتربعه في كرسي امامة الدعاء إلى النار ومحاربة العزيز الجبار فإنه لم تبق بعد قتل عمار أدنى شبهة لعاقل ولا قول لقائل. ألا ترى أن ابن عمر رضي الله عنه ندم أشد الندم على عدم قتاله معاوية وأصحابه فقد روى أبو حنيفة عن عطاء بن أبي رباح عن ابن