النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٥
والطهر وأولئك هم الأصحاب حقا وفازوا بشرف الصحبة رضي الله عنهم ورضوا عنه.
وكم كنت أود لو أن المؤلف توسع في حديثه واتسع غرباله لجميع الصحابة وهذا الذي نأخذه على المؤلف فقد تساهل هنا وكان حق له أن لا يتساهل وكل حق له أن يعمل على تنقية الصحابة ولكن أظن أن قلمه لم يكن ليقوى على تحمل هذه المسؤولية العظمى، ولعل في الغربلة التامة ما يحرجه ولكن. ولكن الحقيقة لا تعرف المراعاة.
وليس بإمكان هذا التقديم أن يتسع للكلام في هذا الموضوع المتباعد الأطراف فإنه يحتاج إلى عشرات المئات من الصحائف.
ومهما يكن من شئ فإن الكتاب استوفى موضوعه حق الاستيفاء.
ولا ينافيه إن أخذنا عليه أنه لم يعط المسألة حقها من جميع نواحيها ليكون الكتاب عاما شاملا والمصنف منفرد عن قومه بطريقه منصف في ما أراد أن يكتب فيه ما شاء له الإنصاف عادل ما شاء له العدل ولا نفهم إنصافه وعدله إلا إذا درسنا معه المقياس الذي اتخذه وسيلة للوصول إلى الحق في بحثه وإذا أعرض المعرضون عن هذا المقياس وأبوا إلا أن تكون الصحبة وحدها هي المقياس فقد ضاعت الحقيقة.
وأختم كلمتي هذه راجعا إلى ما ذكرته آنفا فأقول لو أن المؤلف سار مع المقاييس والمعايير التي سار عليها في مؤلفه هذا مع جميع الصحابة ليكون بحثه أتم وأشمل ولكن له عذره عندنا فلعله لم يردان يعرض في كتابه نقدا له تفاصيله وله آفاته فأذن لا بد له أن يقف عند هذه النقطة الحساسة فقط.
وأحسب أننا بعد التسليم له بهذا لسنا في حاجة إلى أن نناقشه فيما لم يرده أو أراده ولكن لم تسمح له به ظروفه والبيئة التي يعيش فيها.
(١٥)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 17 19 20 21 22 ... » »»