النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٩٦
ملك من شر الملوك كما قال: سعد وسفينة وأنه محدث متغلب بالسيف لم يأخذها عن تشاور ورضا حتى تكون حقا بل كان لا يقبل صلحا إلا أن يستحل شتم علي وقطع لسان قيس ويده وقتل فلان وفلان ثم أحدث الأحداث وغير وبدل وكل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها فأين الحقية التي يدعيها أنصاره الذين لا غرض لهم إلا نصرة مذهبهم وتعصبهم لأحزابهم ولو صدقوا لله لكان خبرا لهم أعاذنا الله تعالى مما ابتلاهم به وجعلنا ما عشنا من أنصار الحق وحزبه آمين.
وزعم بعض أنصار معاوية أن اجتماع الأمة عليه بعد صلح الحسن عليه السلام إجماع منها والإجماع حجة وهذا مغالطة ومشاغبة فإن الاجتماع غير الإجماع فالإجماع كما قال: الأصوليون هو اتفاق مجتهدي الأمة جميعهم على أمر بدليل من الكتاب والسنة يستند المجموعون إليه فأي دليل هنا يوجد على حقية ولاية معاوية وأي مجتهد صرح بها اللهم إلا أن يكون عمرا والمغيرة وسمرة وزياد أو أمثالهم ممن ليس لهم في الدين قدم ولا قدم أما أهل الفضل والعلم والدين فقد صرح أكثرهم كما قدمنا بأنه متغلب بالسيف واثب عليها بغير استحقاق وقد أكره كثير منهم على البيعة له وعذب من عذب وقتل من قتل على الامتناع عنها (وأما) الاجتماع عليه بغير استحقاق فواقع وقد وعد به رسول الله صلى الله عليه وآله على جهة الإخبار بما سيصيب الأمة من الفتنة (فقد أخرج) نعيم بن حماد في الفتن عن سفيان قال: أتيت الحسن بن علي بعد رجوعه إلى المدينة فقلت يا مذل المسلمين فكان مما احتج به علي أن قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لا تذهب الأيام والليالي حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع وهو معاوية فقلت إن أمر الله واقع (وأخرج) أبو نعيم عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: إذا رأيتم الشام اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان فألحقوا بمكة.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»