النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٨٩
يتأسى به المؤمنون يا أيها الذين نزل عليه الذكر إنك لمجنون.
وههنا نقول لطالب الحق لا يروعنك ما تراه من التهويل والإرعاد والإبراق في كتب أولئك المؤلفين ما دام الحكم بينك وبينهم كتاب الله تعالى وسنة نبيه الصادق الأمين فمنهما تعرف أي الفريقين أحق بالأمن ومنهما تجزم بأن الهدى والضلالة والسنة والبدعة ليست موقوفة على أقوالهم ولا ملازمة لتأويلاتهم وتمحلاتهم التي ينصرون بها أقوال مقلديهم بل الهدى هدي محمد وآله والسنة ما هو عليه وأصحابه والضلالة والبدعة ما خالف حكم الكتاب العزيز وعارض أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وكل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وما أحسن ما قاله شيخنا السيد ابن شهاب في المعنى.
تباينت المذاهب واستطالت * بها الأهواء واحتدم النزاع وضلل بعضهم بعضا وكل * إلى تبديع غيرهم سراع قصارى القوم نصر مقلديهم * ومحض الحق بينهم مضاع إلى التأويل والتحريف لاذوا * فذا كذب يريك وذا خداع وخالوا إن في التمويه فوزا * وإن الحق يشرى أو يباع لئن كان اقتفاء كتاب ربي * وسنة مصطفاه والاتباع ضلالا وابتداعا إن ديني * وإن رغموا ضلال وابتداع الشبهة الثانية صلح معاوية مع الإمام الحسن بن علي عليهما السلام وبيعة الحسن له واجتماع الطائفتين على بيعته حتى ادعى أنصاره أنه صار بذلك الصلح وتلك البيعة خليفة حق وإمام صدق وأنه واجب الطاعة على الكافة وقد أطال الشيخ ابن حجر الهيثمي سامحه الله وتجاوز عنه بمثل هذا الهذر والاستدلال السقيم والاستنتاج العقيم على هذه الدعاوي في كتابيه السابق ذكرهما.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»