إن أمير المؤمنين معاوية كتب إلي وأمرني أن أصفي له كل بيضاء وصفراء فإذا أتاك كتابي هذا فانظر ما كان من ذهب وفضة فلا تقسمه واقسم ما سوى ذلك فكتب إليه الحكم كتبت إلي تذكر أن أمير المؤمنين كتب إليك يأمرك أن تصطفي له كل بيضاء وصفراء وإني وجدت كتاب الله فذكر الحديث إلى أخوه سواء انتهى.
وإذا كان خادم النبي عليه وآله الصلاة والسلام خاصة ومولاه وصاحبه استحق الجر إلى النار بسبب عباءة غلها من الغنيمة كما في صحيح البخاري وغيره لامتنع النبي عليه وآله الصلاة والسلام من الصلاة على أحد المجاهدين معه لأخذه خرزا من خرز يهود لا يساوي درهمين كما رواه مالك والنسائي وأحمد وأبو داود وابن ماجة وكانت الشملة التي غلها من المغنم أحد عبيده عليه السلام تلتهب عليه نارا كما في البخاري وقال: للذي أخذ شراكا أو شراكين من خيبر شراك أو شراكان من نار كما في الصحيحين بل أتى رسول لله صلى الله عليه وآله نفسه بنطع من الغنيمة ليستظل به من الشمس فقال تحبون أن يستظل نبيكم بظل من نار يوم القيامة كما رواه الطبراني في الأوسط فما بالك بعقوبة من استأثر بذهب المغنم وفضته واصطفاه لنفسه غير مبال ولا متهيب فليتأول ذلك لمعاوية أنصاره بما شاءوا وليحلوا له كثير ما حرم الله قليله على رسوله وأصحابه ومواليه بما يوحي به إليهم شيطان التعصب والهوى أجارنا الله تعالى وأعاذنا مما ابتلاهم به آمين.
وسأذكر هنا واقعة لشعبة بن غريض بن عاديا رضي الله عنه مع معاوية شافهه فيها بتساهله في تبذيره الأموال لأصحابه خاصة ولم ينكر ذلك معاوية بل صدقه.
قال أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني (وخبرني) أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثني عمر بن شبة قال: حدثني أحمد بن معاوية