عن الهيثم بن عدي قال: حج معاوية حجتين في خلافته وكانت له ثلاثون بغلة يحج عليها نساؤه وجواريه قال: فحج في إحداهما فرأي شخصا يصلي في المسجد الحرام عليه ثوبان أبيضان فقال من هذا قالوا شعبة بن غريض وكان من اليهود فأرسل إليه يدعوه فأتاه رسوله فقال أجب أمير المؤمنين قال أوليس قد مات أمير المؤمنين قيل فأجب معاوية فأتاه فلم يسلم عليه بالخلافة فقال: له معاوية ما فعلت أرضك التي بتيماء قال: يكسي منها العاري ويرد فضلها على الجار قال: أفتبيعها قال: نعم قال بكم قال بستين ألف دينار ولولا خلة أصابت الحي لم أبعها قال: لقد اغليت قال: أما لو كانت لبعض أصحابك لأخذتها بستمائة ألف دينار قال: أجل وإذا بخلت بأرضك فأنشدني شعر أبيك يرثي نفسه فقال قال أبي.
يا ليت شعري حين أندب هالكا * ماذا تؤبنني به انواحي أيقلن لا يبعد فرب كريهة * فرجتها ببشارة وسماح ولقد ضربت بفضل مالي حقه * عند الشتاء وهبة الأرواح ولقد أخذت الحق غير مخاصم * ولقد رددت الحق غير ملاحي وإذا دعيت لصعبة سهلتها * ادعى بأفلح مرة ونجاح فقال أنا كنت بهذا الشعر أولى من أبيك قال: كذبت ولؤمت قال أما كذبت فنعم وأما لؤمت فلم قال لأنك كنت ميت الحق في الجاهلية وميته في الإسلام أما في الجاهلية فقاتلت النبي صلى الله عليه وآله والوحي حتى جعل الله كيدك المردود وأما في الإسلام فمنعت ولد رسول الله صلى الله عليه وآله الخلافة وما أنت وهي وأنت طليق بن طليق فقال معاوية قد خرف الشيخ فأقيموه فأخذ بيده فأقيم.
وفي ربيع الأبرار قال: خطب معاوية فقال إن الله تعالى يقول وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم فعلى م تلومونني إذا