النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٠٤
فمن أبى ذلك عرضه على السيف فذكر عبد الرحمن بن السائب قال:
أحضرت فصرت إلى الرحبة ومعي جماعة من الأنصار فرأيت شيئا في منامي وأنا جالس في الجماعة وقد خفقت وهواني رأيت شيئا طويلا قد أقبل فقلت ما هذا فقال أنا النقاد ذو الرقبة بعثت إلى صاحب هذا القصر فانتبهت فزعا فما كان إلا مقدار ساعة حتى خرج خارج من القصر فقال انصرفوا فإن الأمير عنكم مشغول وإذا به قد أصابه ما ذكرنا من البلاء يعني أنها خرجت في كفه بثرة ثم حكها ثم سرت واسودت فصار أكلة سوداء فهلك بذلك وفي ذلك يقول عبد الله بن السائب من أبيات.
ما كان منتهيا عما أراد بنا * حتى تأتي له النقاد ذو الرقبة فأسقط الشق منه ضربة ثبتت * لما تناول ظلما صاحب الرحبة يعني بصاحب الرحبة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
(قلت) إنما ذكرنا هنا طرفا من بعض أفعال عمال معاوية وأكثر عماله من هذا القبيل والتواريخ والسير مشحونة بذكر ما يرتكبه أولئك الطغاة من سب علي عليه السلام ولعنه على المنابر وفي المحافل (تمادي) معاوية في نشر تلك البدعة الشنيعة القبيحة التي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله إنها علامة النفاق وسب لله ولرسوله وحمل الناس عليها بالسيف وألزم شرار العمال النداء بها على المنبر في سائر أقطار الإسلام حتى في المدينة النبوية تجاه القبر الشريف على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله غير مراع في ذلك خوف الله تعالى ولا حرمة رسوله عليه وآله الصلاة والسلام ثم جعلها سنة باقية لأتباعه وخلفائه ملوك الضلالة وأئمة الجور والظلم فنهج أولئك الجبابرة منهجه واقتفوا سبيله وأعلنوا سب علي عليه السلام ولعنه نحوا من ستين سنة (ذكر) الحافظ السيوطي رحمه الله إنه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب عليه السلام بما سنه لهم معاوية من ذلك وفي ذلك
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»