لنا أيكم سترون بعدي إثرة قال: معاوية فما أمركم عند ذلك قال: أمرنا بالصبر قال: فاصبروا حتى تلقوه (انتهى) قال في الكشاف للزمخشري وفي الاسعاف وغيرهما أن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت قال: في ذلك أبياتا منها.
ألا أبلغ معاوية بن حرب * أمير الظالمين نثا كلامي معاوية بن هند وابن صخر * لحاك الله من مرء حرامي تجشمنا بأمرتك المنايا * وقد درج الكرام بنو الكرام أمير المؤمنين أبو حسين * مفلق رأس جدك بالحسام وإنا صابرون ومنتظروكم * إلى يوم التغابن والخصام (قلت) يشم من لم يصبه زكام التعصب من كلام معاوية تهكمه بالنبي صلى الله عليه وآله واستخفافه بوصاياه بالأنصار نعوذ بالله من الخذلان وبغض معاوية للأنصار ومعاكسته لمصالحهم أمر مشهور تشهد به كتب السير والتأريخ لا يحتاج إلى تجشم الاستدلال عليه وقد قال عليه وآله الصلاة والسلام استوصوا بالأنصار خيرا وقال أيضا حب الأنصار إيمان وبغضهم نفاق وفي صحيح البخاري لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق.
(وفي كتاب) المعمرين لأبي حاتم السجستاني من أثناء محاورة ذكرها لمعاوية مع المعمر امد بن أبد الحضرمي قال: قال معاوية أرأيت هاشما قال نعم والله طوالا حسن الوجه يقال إن بين عينيه بركة قال: فهل رأيت أمية قال:
نعم رأيته رجلا قصيرا أعمى يقال إن في وجهه لشرا أو شئوما قال: أفرأيت محمدا قال: ومن محمد قال رسول الله قال: أفلا فخمته كما فخمه الله فقلت رسول الله (انتهى).
(وكان) معاوية يتطيب وهو محرم لا يبالي بنهي الله ورسوله عن ذلك فقد روى ابن المبارك بسند قوي من أثر طويل أن معاوية قدم على عمر بن الخطاب مع جماعة فخرج معه إلى الحج ثم لما وصلا إلى ذي طوى أخرج