النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٢٠
وشيعتهم بما أساسه وأصله معاوية الطاغية وما بثه ونشره وأيده بقوة السيف من سب علي وأهل بيته وانتقاصهم ووبال ذلك كله عائد عليه في الآخرة يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أبدا بعيدا.
جاء في صحيح مسلم من حديث جرير بن عبد الله: من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة (وأخرج) ابن ماجة عن أنس وصححه أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع فإن عليه مثل أوزار من تبعه ولا ينقص من أوزارهم شيئا وأيما داع دعا إلى الهدى فاتبع فإن له مثل أجور من اتبعه ولا ينقص من أجورهم شيئا.
ومن بوائقه العظيمة استخفافه بمقام النبي صلى الله عليه وآله وبأحكامه وبوصاياه بأهل بيته وأنصاره (وسنذكر) لك طرفا من محدثاته يدلك على أنه غير مبال بأحكام الله ولا بشريعته وإن كانت كل أحواله دالة على ذلك ولولا وجود من ينكر ذلك لاستهتر فيه وخلع العذار.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الصارم المسلول في كفر شاتم الرسول روى ابن وهب قال أخبرني سفيان بن عيينة عن عمر بن سعيد أخي سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن عباية قال ذكر قتل ابن الأشرف عند معاوية فقال بنيامين النضري كان قتله غدرا فقال محمد بن مسلمة الأنصاري أيغدر عندك يا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم لا تنكروا الله لا يظلني وإياك سقف بيت أبدا ولا يخلو لي دم هذا إلا قتلته (انتهى) (وروى) مالك رحمه الله في الموطأ عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن معاوية ابن أبي سفيان باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها فقال له أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ينهى عن مثل هذا إلا مثلا بمثل
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»