عليه قال: معاوية لحجابه كأني أعرف ابن النابغة وقد صغر أمري عند القوم فانظروا إذا أدخل الوفد فتعتعوهم أشد تعتعة تقدرون عليها فلا يبلغني رجل منهم إلا وقد همت نفسه بالتلف فكان أول من دخل عليه رجل من أهل مصر يقال له ابن الخياط وقد تعتع فقال السلام عليك يا رسول الله وتتابع القوم على ذلك فلما خرجوا قال لهم عمرو لعنكم الله نهيتكم أن تسلموا عليه بالإمارة فسلمتم عليه بالنبوة (انتهى).
فأنظر كيف لم ينكر عليهم معاوية تسليمهم عليه بالرسالة وأقرهم على هذا الفعل الفظيع حبا في التعاظم واستخفافا بالرسول ومقامه (ومنه تعلم) أن معاوية وعمرا لا دين لهما كما أخبر الصادق الخبير علي عليه السلام وأن كلا منهما غادر كما جاء عن الصادق المصدق صلى الله عليه وآله فقد أخرج الطبراني في الكبير وابن عساكر عن الشداد بن أوس رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص جميعا ففرقوا بينهما فوالله ما اجتمعنا إلا على غدر (انتهى).
وأخرج الإمام أحمد في مسنده وأبو يعلى كلاهما عن أبي برزة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وآله فسمع صوت غناء فقال انظروا ما هذا فصعدت فإذا معاوية وعمرو بن العاص يتغنيان فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله فقال اللهم اركسهما في الفتنة ركسا اللهم دعهما في النار دعا وأخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما بمثل هذا.
وروى ابن عبد البر أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري فقال له معاوية تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار (والأنصار يقولون عند الطمع) فما منعكم قال: لم تكن عندنا دواب قال: معاوية فأين النواضح (يعرض معاوية بالأنصار إنهم أكارون تحقيرا لهم) قال: أبو قتادة عقرناها يوم بدر قال: نعم يا أبا قتادة قال أبو قتادة إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: