معاوية إن عليا لم ينكحه رسول الله صلى الله عليه وآله حبا له ولكن أراد أن يكافئ بذلك إحسان أبي طالب.
(واستعمل) معاوية على المدينة مروان بن الحكم وكان عاملا بأوامر معاوية فكان لا يدع سب علي عليه السلام على المنبر كل جمعة تنفيذا لأوامر أميره.
(قال) ابن حجر المكي جاء بسند رواته ثقات إن مروان لما ولي المدينة كان يسب عليا على المنبر كل جمعة ثم ولي بعده سعيد بن العاص فكان لا يسب ثم أعيد مروان فعاد للسب وكان الحسن يعلم ذلك فسكت ولا يدخل المسجد إلا عند الإقامة فلم يرض بذلك مروان حتى أرسل للحسن في بيته بالسب البليغ لأبيه وله ومنه: ما وجدت مثلك إلا مثل البغلة يقال لها من أبوك فتقول أمي الفرس الخ (وفي صحيح) البخاري من أثناء حديث لأبي سعيد رضي الله عنه قال: أبو سعيد خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتينا المصلي إذا منبر بناه كثير بن الصلت فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجذبته بثوبه فجذبني فأرتفع فخطب قبل الصلاة فقلت له غير تم والله فقال يا أبا سعيد ذهب ما تعلم فقلت ما أعلم والله خير مما لا أعلم فقال إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة.
(قال) الحافظ ابن حجر في الفتح عن ابن المنذر أما مروان فراعي مصلحتهم في إسماعهم الخطبة لكن قيل إنهم كانوا في زمن مروان يتعمدون ترك سماع خطبته لما فيها من سب من لا يستحق السب (يعني عليا) والإفراط في مدح بعض الناس (يعني عثمان) فعلى هذا إنما راعى مصلحة نفسه (انتهى) وقد ذكر العلامة الحفظي في أرجوزته هذا الحديث فقال:
وفي البخاري عن أبي سعيد * خطبة مروان بيوم العيد