الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج ٢ - الصفحة ٤٢٧
يقول: إني خائف منه.
ثم إن العبد المؤمن لابد أن يكون خوفه ورجاؤه متوازنين ككفتي ميزان.
والرجاء: عبارة عن الأمل في رحمة الله الواسعة والطمع فيها، وآثار صدق الرجاء تظهر في العمل، والراجي التارك للعمل كاذب، وليس ما يدعيه رجاء بل هو من الصفات الذميمة، ومثله مثل من لا يحرث الأرض ولا يسقيها ولا يبذر فيها، ثم ينتظر الحاصل والثمر ويقول: إن لي رجاء في هذه الأرض، وهذا عين السفه وليس من الرجاء في شيء.
نعم; عليه أن يعمل العمل الصالح ولا يعتمد عليه وإنما يثق بالرجاء ويطمع في فضل الله، فإذا رأى المؤمن في نفسه غلبة الرجاء على الخوف، بحيث صار سببا للاطمئنان والتقصير في العمل، فعليه أن يبادر إلى معالجة نفسه كما يعالجها الطبيب الحاذق، فيتفكر في عقاب الله، ويتذكر آيات الوعيد، ويضع العذاب الإلهي نصب عينيه، ولو انعكس الأمر وغلب الخوف الرجاء وآيس من رحمة الله، فعليه أن يتفكر في ألطاف الله اللا متناهية وأفضاله ورحمته الواسعة، ويتأمل أخبار الرجاء حتى يوازن بين الكفتين.
ولا يظن أحد أن غاية الخوف تنافي غاية الرجاء، فالخوف والرجاء موطنهما ليس واحدا، بحيث تؤدي زيادة أحدهما إلى نقصان الآخر، فحمل الرجاء الحضرة الأزلية التي لا يصدر منها إلا الفضل والرحمة ولا يخاف منها بحال، وحمل الخوف النفس البشرية وشهواتها ومعاصيها وداخل الإنسان، فالإنسان يخاف من نفسه ومن العقوبات اللازمة لفعله، ويرجو الله ورحمته، فإذا نظر العبد إلى أعماله ازداد خوفه، وإذا نظر إلى فضل ربه ازداد رجاؤه وأمله.
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخصيصة الخامسة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حديث «ما كمل من النساء...» وبيان كمال فاطمة (عليها السلام) عقلا وإيمانا وإرثا 3
2 الخصيصة السادسة عشر من الخصائص الخمسين في النساء الممدوحات في القرآن الكريم 19
3 الخصيصة السابعة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حال آمنة; الوالدة الماجدة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) 52
4 الخصيصة الثامنة عشر من الخصائص الخمسين في حالات السيدة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) 89
5 الخصيصة التاسعة عشر من الخصائص الخمسين في نسب وحسب حليمة السعيدة مرضعة النبي 106
6 الخصيصة العشرون من الخصائص الخمسين في بيان أحوال زوجات عبد المطلب وبناته 126
7 الخصيصة الحادية والعشرون من الخصائص الخمسين في حالات زوجات سيد الكائنات (صلى الله عليه وآله وسلم) 146
8 الخصيصة الثانية والعشرون من الخصائص الخمسين في أحوال أم أيمن وأسماء وسلمى وفضة الخادمة 162
9 الخصيصة الثالثة والعشرون من الخصائص الخمسين قبل الوفاة 202
10 الخصيصة الحادية والثلاثون في ذكر بقية شمائل أمير المؤمنين (عليه السلام) 221
11 الخصيصة الثانية والثلاثون في الشمائل الكريمة لصهر الرسول وزوج البتول 250
12 الخصيصة الثالثة والثلاثون في بيان بقية شمائل صهر الرسول وزوج البتول 263
13 الخصيصة الرابعة والثلاثون في بيان يد وعضد صهر الرسول وزوج البتول (عليه السلام) 280
14 الخصيصة الخامسة والثلاثون في الوليمة ومقدماتها وتعيين وقت الزواج (الزفاف) 317
15 الخصيصة السادسة والثلاثون في بيان زفاف الصديقة الطاهرة (عليها السلام) 337
16 الخصيصة السابعة والثلاثون في بيان نزول هدية الجنة من السماء في زفاف فاطمة (عليها السلام) 355
17 الخصيصة الثامنة والثلاثون في تأويل قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان) 365
18 الخصيصة التاسعة والثلاثون بيان إجمالي في قوله تعالى (وإن منكم إلا واردها) 381
19 الخصيصة الأربعون في الآيات القرآنية المنزلة والمأولة في حق فاطمة الطاهرة 391
20 الخصيصة الحادية والأربعون في أن لفاطمة (عليها السلام) نصيبا في كل جزء وكل حرف من القرآن وكذا الأنوار الخمسة 411
21 الخصيصة الثانية والأربعون في بيان أن الله حصر الولاية والإمامة في أولاد فاطمة بعد زوجها و... 432
22 الخصيصة الثالثة والأربعون في بيان الأحاديث عن صحاح العامة التي تدل على فضيلة فاطمة (عليها السلام) 451
23 الخصيصة الرابعة والأربعون في بيان ما روي في صحاح العامة وكتب الخاصة في فضيلة تلك المخدرة 463
24 الخصيصة الخامسة والأربعون في بيان الحديث الثالث من الأربعين حديثا التي وردت في صحاح العامة وعن طرقهم 471
25 الخصيصة السادسة والأربعون في بيان البعض الآخر من الأربعين حديث المروية في صحاح العامة 484
26 الخصيصة السابعة والأربعون في ذكر بقية الأربعين حديثا المروية في صحاح العامة 508
27 الخصيصة الثامنة والأربعون في بيان أولاد تلك المخدرة والخصوصيات التي جعلها الله لها في نسلها 557
28 الخصيصة التاسعة والأربعون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام) وشؤون فاطمة الطاهرة في هذا المولود السعيد 593
29 الخصيصة الخمسون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام)، وتحقيق في الحديث الشريف «فاطمة بضعة مني...» 607