على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) (1).
معلوم; أن من كان له ثروة بمقدار مائة ألف تومان - مثلا - فأنفقها ليس كمن يستقي في هواء المدينة الحار دلوا دلوا ويعمل في البساتين ليشتري بما يحصل عبدا ويعتقه في سبيل الله طلبا للتقرب مع شده فاقته وحاجته إلى ذلك المال، حتى أعتق ألف مملوك من كد يمينه.
والآن; أحكم بالإنصاف، فلو أن رجلا كانت له أموال الدنيا كلها فأعطاها لآخر دفعة واحدة، هل يستوي هو ومن يعتق الممالك من كد يمينه؟! إضافة إلى مواقف الإيثار الأخرى التي وقفتها بنت النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى كانت تتغير ألوانهم الشريفة من شدة الجوع - وهم الواسطة في خلق العرش الأعلى - وأمير المؤمنين (عليه السلام) يعطي طعامهم الجاهز للسائل والفقير، فكيف يقاس كرمهم وجودهم بأي جود وكرم آخر؟! وكيف يذكر الجود والكرم عند جودهم وكرمهم: «إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومنتهاه» (2).
أولئك قوم شيد الله فخرهم * فما فوقه فخر وإن عظم الفخر * * * ثم ماذا يقول الإنسان؟ وماذا يكتب عن كرم هذا العظيم؟ وكلما كتب فهو تسويد بياض ليس إلا...
فداء لتلك الكف الكفوءة التي جعل الله يدها «يد الله» وأناط إقامة دينه بها، وجعل فيها من قوته قوه تمتد بها في طرفة عين من الكوفة إلى نواحي الشام على