الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج ٢ - الصفحة ١٧٦
ومنها: أنها كانت ممن شهد لفاطمة الزهراء (عليها السلام) في قصة فدك، فصارت في ذلك قرينة أم أيمن كما مر.
ومنها: ما قاله عمر من محبتها لآل أبي طالب كما قال في حق فضة الخادمة.
ومنها: الأخبار المروية في حقها عن الحضرة النبوية والعلوية والعصمة الكبرى صلوات الله عليهم.
ومنها: أنها ممدوحة في كتب الإمامية والعامية، فقد مدحها العدو بالرغم من شدة عناده، بل وثقوا ذريتها الكريمة وأثنوا عليهم، وقالوا: «إنهم خيار عباد الله».
ولا يخفى أن سلمى المذكورة في أيام وفاة الزهراء (عليها السلام) هي زوجة أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما أغرب ما رواه ابن بابويه مرفوعا قال:
«وروي مرفوعا إلى سلمى أم بني رافع، قالت: كنت عند فاطمة بنت محمد في شكواها التي ماتت فيها، قالت: فلما كان في بعض الأيام وهي أخف ما نراها، فغدا علي بن أبي طالب في حاجته وهو يرى يومئذ أنها أمثل ما كانت، فقالت: يا أمه إسكبي لي غسلا، ففعلت واغتسلت كأشد ما رأيتها، ثم قالت: أعطيني ثيابي الجدد، فأعطيتها فلبست، ثم قالت: ضعي فراشي واستقبليني، ثم قالت: إني قد فرغت من نفسي فلا أكشفن فإني مقبوضة الآن، ثم توسدت يدها اليمنى واستقبلت القبلة فقبضت، فجاء علي - ونحن نصيح - فسأل عنها فأخبرته، فقال: إذا والله لا تكشف، فاحتملت في ثيابها فغيبت.
قال المرحوم المجلسي: أقول: إن هذا الحديث قد رواه ابن بابويه (رحمه الله) كما ترى. ثم روى خبرا عن أحمد بن حنبل عن أم سلمة بنفس المضمون (1).

(1) البحار 43 / 187 ح 18 باب 7 ما وقع عليها من الظلم.
ويبدو أن ما استغربه في الخبر هو عدم غسلها (عليها السلام)، حيث قال العلامة المجلسي (رحمه الله) بعد نقل الخبرين:
«واتفاقهما من طرق الشيعة والسنة على نقله مع كون الحكم على خلافه عجيب، فإن الفقهاء من الفريقين لا يجيزون الدفن إلا بعد الغسل إلا في مواضع ليس هذا منه، فكيف رويا هذا الحديث ولم يعللاه ولا ذكرا فقهه ولا نبها على الجواز ولا المنع؟! ولعل هذا أمر يخصها (عليها السلام)، وإنما استدل الفقهاء على أنه يجوز للرجل أن يغسل زوجته بأن عليا غسل فاطمة وهو المشهور...
وقال (رحمه الله):... وأما ما ذكره من ترك غسلها، فالأولى أن يأول بما ذكرناه سابقا من عدم كشف بدنها للتنظيف، فلا تنافي الأخبار الكثيرة الدالة على أن عليا (عليه السلام) غسلها...
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخصيصة الخامسة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حديث «ما كمل من النساء...» وبيان كمال فاطمة (عليها السلام) عقلا وإيمانا وإرثا 3
2 الخصيصة السادسة عشر من الخصائص الخمسين في النساء الممدوحات في القرآن الكريم 19
3 الخصيصة السابعة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حال آمنة; الوالدة الماجدة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) 52
4 الخصيصة الثامنة عشر من الخصائص الخمسين في حالات السيدة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) 89
5 الخصيصة التاسعة عشر من الخصائص الخمسين في نسب وحسب حليمة السعيدة مرضعة النبي 106
6 الخصيصة العشرون من الخصائص الخمسين في بيان أحوال زوجات عبد المطلب وبناته 126
7 الخصيصة الحادية والعشرون من الخصائص الخمسين في حالات زوجات سيد الكائنات (صلى الله عليه وآله وسلم) 146
8 الخصيصة الثانية والعشرون من الخصائص الخمسين في أحوال أم أيمن وأسماء وسلمى وفضة الخادمة 162
9 الخصيصة الثالثة والعشرون من الخصائص الخمسين قبل الوفاة 202
10 الخصيصة الحادية والثلاثون في ذكر بقية شمائل أمير المؤمنين (عليه السلام) 221
11 الخصيصة الثانية والثلاثون في الشمائل الكريمة لصهر الرسول وزوج البتول 250
12 الخصيصة الثالثة والثلاثون في بيان بقية شمائل صهر الرسول وزوج البتول 263
13 الخصيصة الرابعة والثلاثون في بيان يد وعضد صهر الرسول وزوج البتول (عليه السلام) 280
14 الخصيصة الخامسة والثلاثون في الوليمة ومقدماتها وتعيين وقت الزواج (الزفاف) 317
15 الخصيصة السادسة والثلاثون في بيان زفاف الصديقة الطاهرة (عليها السلام) 337
16 الخصيصة السابعة والثلاثون في بيان نزول هدية الجنة من السماء في زفاف فاطمة (عليها السلام) 355
17 الخصيصة الثامنة والثلاثون في تأويل قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان) 365
18 الخصيصة التاسعة والثلاثون بيان إجمالي في قوله تعالى (وإن منكم إلا واردها) 381
19 الخصيصة الأربعون في الآيات القرآنية المنزلة والمأولة في حق فاطمة الطاهرة 391
20 الخصيصة الحادية والأربعون في أن لفاطمة (عليها السلام) نصيبا في كل جزء وكل حرف من القرآن وكذا الأنوار الخمسة 411
21 الخصيصة الثانية والأربعون في بيان أن الله حصر الولاية والإمامة في أولاد فاطمة بعد زوجها و... 432
22 الخصيصة الثالثة والأربعون في بيان الأحاديث عن صحاح العامة التي تدل على فضيلة فاطمة (عليها السلام) 451
23 الخصيصة الرابعة والأربعون في بيان ما روي في صحاح العامة وكتب الخاصة في فضيلة تلك المخدرة 463
24 الخصيصة الخامسة والأربعون في بيان الحديث الثالث من الأربعين حديثا التي وردت في صحاح العامة وعن طرقهم 471
25 الخصيصة السادسة والأربعون في بيان البعض الآخر من الأربعين حديث المروية في صحاح العامة 484
26 الخصيصة السابعة والأربعون في ذكر بقية الأربعين حديثا المروية في صحاح العامة 508
27 الخصيصة الثامنة والأربعون في بيان أولاد تلك المخدرة والخصوصيات التي جعلها الله لها في نسلها 557
28 الخصيصة التاسعة والأربعون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام) وشؤون فاطمة الطاهرة في هذا المولود السعيد 593
29 الخصيصة الخمسون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام)، وتحقيق في الحديث الشريف «فاطمة بضعة مني...» 607