وقد تزوجت هند مرتين: الأول: هو الحارث بن حزن بن جبير الهلالي، والثاني: عميس بن سعد، وولدت منهما بنات كريمات زوجتهن من رجال كرام، وقال فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «هي أكرم عجوز جمعت على الأرض أصهارا» (1).
فبناتها; ميمونة زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأم الفضل زوجة العباس، وأسماء بنت عميس، وسلمى زوجة حمزة سيد الشهداء، وسلمة زوجة عبد الله بن كعب الخثعمي، وسيأتي الحديث عنها، وتقدمت الإشارة إجمالا إلى حالات ميمونة، وقد وعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هؤلاء الأخوات بدخول الجنة، وسيأتي الحديث عن قريب.
وقد ورد في حالات سلمى أنها هاجرت مع بنتها - اختلف في اسمها - إلى المدينة، فاختلف أمير المؤمنين وجعفر الطيار وزيد بن حارثة في أمر بنتها بعد شهادة أبيها حمزة، وتمسك كل منهم بسبب، حيث قال زيد: إن حمزة أخوه آخى بينهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم المؤاخاة، وقال إنه وصيه فهو أولى بها من غيره، وتمسك أمير المؤمنين (عليه السلام) وجعفر بالقرابة والإتصال النسبي، فحكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لجعفر أن يقوم بأمر بنت سلمى، لأن خالتها كانت تحت جعفر، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا ينكح المرأة على عمتها وعلى خالتها إلا بإذنها» (2) (3). فقام جعفر ودار حول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تعبيرا عن الشكر والامتنان كما كان يفعل أهل الحبشة تعظيما لعظمائهم.
ويكفي في فضل أسماء بنت عميس أمور منها:
أدعية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لها ولذريتها.