وقالوا (عليهم السلام): لو بقي للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولد ذكر، لزاحم أمير المؤمنين (عليه السلام) على الخلافة، فاقتضت الحكمة الحقة أن لا يقدر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولد منذ اليوم الأول، لتنتهي تمام الفضائل والفواضل والعواطف والشرائف إلى العصمة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام).
ولا أدري لو كان إبراهيم بن مارية القبطية باقيا، فهل سيكون له شرف سوى شرف الإنتماء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع وجود فاطمة المعصومة وابنيها المعصومين (عليهم السلام)؟ وهل سيكون له امتياز في المعارف الإلهية والعلوم اللدنية على أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسنين (عليهما السلام)؟ وكيف سينتفع من إرث النبوة؟ وبأي دليل كان يتصرف بمواريث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ أو يمتلكها؟
ففاطمة الطاهرة لم ترث الكراع والسلاح وما خلفه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما أمر الله لها فحسب، بل كان لها حظ وافر في وراثة الكتاب والحكمة والعلم والنبوة.
وقد أودعت فاطمة أغلب المواريث النبوية المهمة، وما وصل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) كان في يدها الشريفة أيضا، تعرفها جملة وتفصيلا، تعلم ممن؟
وإلى من؟ وأين؟ وإلى أين تصرف تلك الذخائر والمواريث؟ وهذا فضل لا يمكن أن يكون لأبنائه الآخرين.
وقد قالت مطالبة بحقها في إرثها المغصوب ردا على الحديث الموضوع الذي ادعاه أبو بكر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا، وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة» (وسيأتي الحديث عنه في باب الإرث) قالت (عليها السلام): «بلى قد تجلى لكم الشمس الضاحية أني ابنته; أيها المسلمون أأغلب على إرثه؟! يا بن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث