لا يخفى (1) أن ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت قبل البعثة بعشر سنين يعني أنه ولد والنبي في الثلاثين من عمره.
وكانت تلك المخدرة قبل البعثة على عقيدة غاية في المتانة والرصانة والصلابة، بحيث قالت ما قالت عند الكعبة، وعبرت عما في ضميرها بتلك العبارات، وكأنها أدخلت نفسها في دائرة هذه الشريعة قبل ولادة ابنها، وبقيت تنتظر أن يدعو ابنها الناس إلى النبوة، وكانت هي أول من بايع بعد الدعوة رغم عناد قريش - رجالا ونساء - وغيرهم من الأعداء الجهلة.
وبناء على هذا التقرير تكون فاطمة بنت أسد في الستين من العمر عند وفاتها، وقد قضت غالب أيامها في طاعة السيد المختار وامتثال أوامر الرب الجبار، ولا تجد في الأمة امرأة مؤمنة وحدت الله وأطاعته بالجنان والأركان كفاطمة بنت أسد ما خلا خديجة بنت خويلد; لذا استحقت كل تلك الألطاف من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)،