والآن فليتأمل الأولياء والمحبون ويسروا ويسعدوا بالنظر في الحديث المروي في أول المجلد العاشر من بحار الأنوار في ولادة أم الأئمة الأطهار، وهو مجموعة من أسرارها ومناقبها، وقد ذكر في كثير من كتب الشيعة دون اختلاف، كما روي في أمالي الصدوق (قدس سره) دون زيادة أو نقصان، وكذا في مصباح الأنوار عن أبي المفضل الشيباني عن الصادق (عليه السلام)، واللفظ من بحار الأنوار:
عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): كيف كان ولادة فاطمة (عليها السلام)؟
فقال: نعم; إن خديجة (عليها السلام) لما تزوج بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هجرتها نسوة مكة، فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك، وكان جزعها وغمها حذرا عليه (صلى الله عليه وآله وسلم).
فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة (عليها السلام) تحدثها من بطنها وتصبرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة (عليها السلام)، فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني، قال: يا خديجة هذا جبرئيل يبشرني يخبرني أنها أنثى، وأنها النسلة الطاهرة الميمونة، وأن الله تبارك وتعالى، سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه.
فلم تزل خديجة (عليها السلام) على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء، فأرسلن إليها:
أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له، فلسنا نجيء ولا نلي من أمرك شيئا، فاغتمت خديجة (عليها السلام) لذلك، فبينا هي كذلك إذ