وقد قال الحافظ السيوطي نص العلماء على أن المسجدين أي المكي والمدني ولو وسعا لم تختلف أحكامهما الثابتة لهما وروى عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه قال لو مد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الحليفة لكان منه فهذا الأثر مصرح بأن أحكام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة له فالتوسعة لا تمنع استمرار الحكم وتقدم ما في ذلك وأنه يجب على أمته صلى الله عليه وسلم أن تصلي وتسلم عليه في التشهد الأخير وعند كلما يذكر عند بعضهم وأن القمر شق له صلى الله عليه وسلم كما تقدم وأن الحجر والشجر سلما عليه صلى الله عليه وسلم وشهادة الشجر له صلى الله عليه وسلم بالنبوة واجابتها دعوته وكلام الصبيان المراضع وشهادتهم له بالنبوة كما تقدم وأن الجذع اليابس حن اليه صلى الله عليه وسلم كما تقدم وأنه صلى الله عليه وسلم أرسل للناس كافة الإنس والجن اجماعا معلوما من الدين بالضرورة فيكفر جاحد ذلك وقد يتوقف في كفر العامي بجحد إرساله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم الجن وإلى الملائكة على ما هو الراجح كما تقدم قال بعضهم والقول بمقابلة مبنى على تفضيل الملائكة على الأنبياء وهو قول مرجوح ذهب إليه المعتزلة والفلاسفة وجماعة من أهل السنة الأشاعرة واستدلوا بأمور كلها مردودة وتقدم عن البارزي رحمه الله أنه صلى الله عليه وسلم ارسل إلى الحيوانات والجمادات لكن استدل له بشهادة الضب والشجرله بالرسالة صلى الله عليه وسلم وقد يتوقف في الاستدلال بذلك وتقدم عن الحافظ السيوطي رحمه الله انه صلى الله عليه وسلم أرسل لنفسه وتقدم الفرق بين عموم رسالته عليه الصلاة والسلام وعموم رسالة نوح صلى الله عليه وسلم وأنه صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للبر والفاجر ورحمة للكفار بتأخير العذاب وعدم معاجلتهم بالعقوبة بنحو الخسف والمسخ والغرق كسائر الأمم المكذبة كما تقدم وأن الله تعالى لم يخاطبه باسمه كما خاطب غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بل خاطبه صلى الله عليه وسلم يا أيها النبي يا أيها الرسول يا أيها المدثر يا أيها المزمل وقال يا آدم يا نوح يا إبراهيم يا داود يا زكريا يا يحيى يا عيسى وان الله أقسم بحياته صلى الله عليه وسلم قال تعالى * (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) * وروى ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ما حلف الله تعالى بحياة أحد
(٣٨٢)