ومن ذلك أن امرأة جاءت إلى أخرى وقالت لها فلانه تستعيرك حليك وهي كاذبة فأعارتها إياه فبعد مدة جاءت للمراة تطلب حليها فقالت لم أطلب حليك فجاءت للمرأة التي اخذته فأنكرت أخذه فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته القصة فدعاها فقالت والذي بعثك بالحق ما استعرت منها شيئا فقال صلى الله عليه وسلم اذهبوا فخذوه من تحت فراشها فأخذ وأمر بها فقطعت وأن يقضى لنفسه ولولده وأن يشهد لنفسه ولولده وأن يقبل الهدية ممن يريد الحكومة عنده وأن يقضى في حال غضبه وأن يقطع الأرض قبل أن يفتحها ومما شاركه فيه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في هذا ا لقسم ان له صلى الله عليه وسلم أن يصلي بعد نومه غير متمكن أي في النوم الذي تنام فيه عينه وقلبه بناء على أنه صلى الله عليه وسلم كان له نومان وحينئذ يكون قوله نحن معاشر الأنبياء تنام أعيينا ولا تنام قلوبنا المراد به غالبا إذ يبعد أن يكون بقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليس لم إلا نوم واحد وله صلى الله عليه وسلم نومان وإباحة ترك إخراج زكاة المال لأنه كبقية الأنبياء لا ملك لهم مع الله وما في أيديهم من المال وديعة لله عندهم يبذلونه في محله ويمنعونه في غير محله ولأن الزكاة طهرة وهم مبرءون من الدنس كذا في الخصائص الصغرى نقلا عن سيدي الشيخ تاج الدين ابن عطاء الله وفيها بعد ذلك أنه صلى الله عليه وسلم اختص بأن ماله باق بعد موته على ملكه ينفق منه إلى أهله في أحد الوجهين وصححه إمام الحرمين والذي صححه النووي الوجه الآخر وهو خروجه عن ملكه لكنه صدقة على المسلمين لا يختص به الورثة وما قاله ابن عطاء الله بناه على مذهب امامة سيدنا مالك ومذهب الشافعي رحمه الله تعالى خلافه ففي الخصائص الصغرى قبل هذا وذكر مالك رضي الله تعالى عنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يملك الأموال إنما كان له التصرف وأخذ قدر كفايته وعند الشافعي رضي الله تعالى عنه وغيره أنه يملك هذا كلام الخصائص ومن القسم الرابع أنه صلى الله عليه وسلم أول من أخذ عليه المثياق يوم * (ألست بربكم) * وأنه أول من قال بلى أي وأنه خص بالبسملة وفيه ما تقدم أن ذلك على وجه وأن الأصح خلافه لما في القرآن في سورة النمل وفي المرفوع أنزل علي آية لم تنزل على نبي بعد سليمان
(٣٧٩)