السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٧١
ومنها أنه صلى الله عليه وسلم أعطى جذلا من الحطب فصار سيفا وقع ذلك لعكاشة ابن محصن رضي الله تعالى عنه يوم بدر كما تقدم ووقع ذلك لعبد الرحمن بن جحش أيضا يوم أحد كما تقدم أي ومنها انقلاب الماء لبنا وزبدا ومنها أنه عرضت كدية بالخندق ولم يقدر أحد على إزالة شيء منها فضربها فصارت كثيبا كما تقدم أي ومن إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم ما روى عن النابغة الجعدي رضي الله تعالى عنه قال أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبياتا منها * فلا خير في حلم إذا لم يكن له * بوادر تحمى صفوه أن يكدرا * ولا خير في جهل إذا لم يكن له * حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا * فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجدت لا أفضض الله فاك من هذه إشارة إلى أسنانه قال النابغة رضي الله تعالى عنه فلقد أتت على نيف ومائة سنة وما ذهب لي سن قيل عاش مائة واثنتي عشرة سنة وقيل مائة وثمانين سنة أي كما تقدم وفي لفظ كان من أحسن الناس ثغرا وكان إذا سقطت له سن نبت له أخرى أي وعلى هذا الأخير فالمراد لا أخلى الله فاك من الأسنان ومن ذلك أن امرأة جاءت بابن لها صغير فقالت يا رسول إن يا بني هذا جنونا وإنه يأخذه عند غذائنا وعشائنا فيفسد علينا فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ودعا له فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فشفي ومنها ابراء وجع الضرس فقد جاء ان بعض الصحابة شكا اليه صلى الله عليه وسلم وجع ضرسه فقال له صلى الله عليه وسلم أدن مني فوالذي بعثني بالحق لأدعون لك بدعوة لا يدعو بها مؤمن مكروب إلا كشف الله عنه كربه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على الخد الذي فيه الوجع وقال اللهم اذهب عنه سوء ما يجد وفحشه بدعوة نبيك المبارك المكين عندك سبع مرات فشفاه الله تعالى قبل أن يبرح هذا ما يتعلق ببعض معجزاته صلى الله عليه وسلم التي يمكن التحدي بها والحمد لله وحده
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»