السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٣
وسلم وقد كان توفي أولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله تعالى عنها أي الذكور فرد الله سبحانه وتعالى عليه وتولى جوابه بقوله * (إن شانئك هو الأبتر) * أي عدوك ومبغضك هو الذليل الحقير أي باغضك هو الأبتر أي المقطوع عن كل خير أو المقطوع رحمه بينه وبين ولده لأن الإسلام حجزهم عنه فلا توارث بينهم فلا يقال العاص وأبو لهب لها أولاد ذكور فالأول له عمرو وهشام رضي الله تعالى عنهما والثاني له عتبة ومعتب رضي الله تعالى عنهما قيل وكان بين كل ولدين لخديجة سنة وكانت رضي الله تعالى عنها تعق عن الغلام بشاتين وعن الجارية بشاة وكانت تسترضع لهم وذكر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وغيره في قوله تعالى * (يهب لمن يشاء إناثا) * كلوط عليه الصلاة والسلام كان له إناث ولم يكن له ذكور * (ويهب لمن يشاء الذكور) * كإبراهيم عليه الصلاة والسلام فإنه لم يكن له بنت * (أو يزوجهم ذكرانا وإناثا) * كنبينا صلى الله عليه وسلم * (ويجعل من يشاء عقيما) * كيحيى وعيسى عليهما الصلاة والسلام فإنهما لم يولد لهما ولد أما زينب رضي الله تعالى عنها فتزوجها ابن خالتها هالة بنت خويلد أخت خديجة شقيقتها وهو العاصي بن الربيع كما تقدم وذكر بعضهم بدل هالة هند قال وهالة صحابية وهند لا أعرف لها إسلاما ويحتمل أن يكون أحدهما اسما والآخر لقبا فهما واحدة وفي سنة ثمان من الهجرة أي من ذي الحجة ولدت له صلى الله عليه وسلم مارية القبطية رضي الله تعالى عنها وكان صلى الله عليه وسلم معجبا بها لأنها كانت بيضاء جميلة ولده إبراهيم وعق عنه صلى الله عليه وسلم بكبشين يوم سابعه وحلق رأسه وتصدق بزنة شعره فضة على المساكين وأمر بشعره فدفن في الأرض أي وغارت نساؤه صلى الله عليه وسلم ورضى عنهن من ذلك ولا كعائشة رضي الله تعالى عنها حتى إنه صلى الله عليه وسلم قال لها انظري إلى شبهه فقالت ما أرى شيئا فقال ألا تري إلى بياضه ولحمه وكانت قابلتها سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي وكانت قبل ذلك مولاة عمته صلى الله عليه وسلم صفية رضي الله تعالى عنها وهبتها له صلى الله عليه وسلم وسلمى زوجة أبي رافع رضي الله تعالى عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لعمه العباس
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»